2
ولما بلغ الشيخ : ماء العينين الثامنة والعشرين من عمره وجهه والده إلى منطقة آدرار للتربية والإرشاد إلا أنه غلب عليه الإشتياق إلى الحرمين الشريفين فبادر إلى تأدية الحج فمر بشنقيط وواد نون ومراكش فأكرمه السلاطين ورحبوا به ، ثم ركب من طنجة إلى الإسكندرية إلى أن وصل إلى مكة المكرمة وأدى عمرته وأقام حتى أهل بالحج واجتمع في هذه الفترة بأكابر علماء مكة والعالم مثل الشيخ : عبدالرحمن أفندي ، الذي أتاه بهدايا نفيسة منها اثني عشر ذراعا من لباس الكعبة الشريفة وحلي من الذهب والفضة والجواهر النفيسة ، وبعد حجه توجه إلى المدينة المنورة إلى أن دخلها ضحى يوم الأحد الخامس من محرم 1275هـ واهتم بأبعاد الحرمين الشريفين وقدر ذلك كله وقاسه بالذراع والقدم لعلو همته وتعظيمه للشعائر ، ثم غادر المدينة إلى مصر فأصابه الجدري فأقام بالإسكندرية إلى أن شفي ثم عاد وفي طريقه استقبله رؤساء القبائل ورحبوا به ليقيم بينهم فشكر سعيهم وعاد إلى بلاده .
فكان كثير التنقل وفي تنقلاته ينشر العلم والتربية ويصلح ذات البين ويحفر الآبار ويحمي القوافل فتعلقت به القبائل وكثر أتباعه وعلا نجمه وأجرى الله على يديه كثيرا من الخير للبلاد والعباد .
ولما بدأت طلائع الإستعمار تنتشر في البلاد اجتمع العلماء والأمراء والأعيان وقرروا توحيد صفوفهم تحت قيادة واحدة يصدرون عنها ولا يقطعون أمرا دونها فتوجهوا إلى الشيخ ماء العينين في السمارة وبايعوه على الجهاد في سبيل الله ، فانتشرت سراياه وسجلت انتصارات خالدة .
ومن عجائب الشيخ ماء العينين أنه كان لديه طلاب بالآلاف بعضهم للتربية وبعضهم للمسائل العلمية وبعضهم للجهاد فكان يعطي كل مجموعة حقها مع انشغاله بتأليف الكتب وبث السرايا حيث كان يقاتل الإسبان والفرنسيين في وقت واحد ، توفي الشيخ ماء العينين مرابطا في تيزنيت حين قيامه للتهجد ليلة الثلاثاء 21شوال1328هـ اكتوبر 1909م رحمه الله تعالى.
من طلابه :
الشيخ : محمد حبيب الله بن مايابا
الشيخ : محمد العاقب بن مايابا
الشيخ : أحمد بن الشمس الحاجي
بلغت مؤلفاته أربعمائة كتاب منها :
دليل الرفاق على شمس الإتفاق في المذاهب الأربعة
منظومة في الطب
نظم الوافق وشرحه في الأصول
نعت البدايات وتوصيف النهايات في التربة
المراجع :
كتاب
: أعلام الشناقطة في الحجاز و المشرق
تأليف : بحيد بن الشيخ يربان الإدريسي
تأليف : بحيد بن الشيخ يربان الإدريسي
فريق الإعداد :
أبوبكر الحافظ و محمد سيداهل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق