الشيخ : سيدي بن محمد محمود بن الغوث القلاوي الشنقيطي رحمه الله تعالى
- كان له كُتاب (محضرة) في داره في حي السيح وتحديدا في شِعب بني حرام رضي الله عنهم (حارة العماري) وقد تتلمذ عليه عدد من أبناء المدينة المنورة
- كان شديد الحبِّ لله ورسوله،إذا ذُكر النبيﷺ رُئي أثر التعظيم في وجهه، مُحِبًّا للمدينة حبًّا جمًّا، فكان لا يشرب الماء المعلب؛ مخافة أن يكون من خارجها!
من أبنائه العلَّامة اللغوي البروفسور د.مختار الغوث
الشيخ : سيدي بن محمد محمود بن الغوث القلاوي الشنقيطي رحمه الله تعالى ، ولد في بلاد شنقيط بمنطقة أم الخز، 1335هـ عام الورق، وأظنه عام 1917 م. وحفظ القرآن في حياة أبيه، وتوفي أبوه وله من العمر نحو من سبعة عشر عاما. وممن قرأ عليهم عبد الرحمن بن سيدي عالي. وتربى في كنف خال أمه عبد المالك بن باب أحمد بن أخيارهم، فنشأ نشأة صلاح وتقوى، وحُبٍّ للعلم وأهله وللصالحين، وكانت أمه امرأة صالحة كآبائها وأجدادها، معلقة بالحرمين، حريصة على الحج، وقد سعت فيه جهدها، ولكنه لم يُقدَر لها، فتأثر بها ، فتعلق بالحرمين والحج والجوار، فما زال يتحين الفرص ، فرحل بأولاده برًّا، حتى وصل إلى التشاد، ومنها ركب الطائرة إلى جدة، فوصل إلى مطارها يوم العاشر من شوال، عام 1391 هـ/ 1971 م، فأقام بالمدينة مجاورا، يحج ويعتمر كل عام، ويطلب العلم على مَنْ وَجَدَ بها من بقية العلماء والصالحين، كالشيخ محمد الحسن بن سيدي القلقمي ، والشيخ محمد المختار بن يوسف التنواجيوي ، والشيخ أحمد بن يبَّاه التندغي، والشيخ أعمر بن حبَّ الله الشمشوي، حتى توفاهم الله، فلزم بيته، لا يخرج منه إلا حاجا أو معتمرا. وكانت بينه وبين هؤلاء مودة أكيدة، يحبهم ويحبونه، ويجلهم ويجلونه. وقد أصابه الضغط بعد قدومه المدينة بمدة غير طويلة، فحال بينه وبين ما كان مشغوفا به من القراءة وطلب العلم، فلزم المصحف، يقرؤه نهارا، ويقوم به ليلا.
كان -رحمه الله- تقيا، نقيا، ورعا، شديد الحب
لله ورسوله، جميل الخلْق والخُلق، حسن الصوت، إذا قرأ القرآن، أو قصَّد (ترنَّم
بالشعر)، أبكى، وكان -إلى ذلك- أبيًّا، شجاعا، فتيًّا، قويًّا، وكان صائدا ماهرا
(خبَّاطا)، لا تفارقه بندقيته، إذا سافر، ولا يضعها عن منكبه، وكان حازما قوي
الشكيمة متواضعا، بسيطا، زاهدا ، نقي السريرة، سليم الصدر، شديد المحبة للنبي -صلى
الله عليه وسلم-، شديد التعظيم له، فما ذُكر إلا تغيَّر وجهه، ولا قرأ أو سمع قول
الله -تعالى-: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) إلا قال: " مرحبا به،
والله"، ولا سمع أو قرأ قول الله -تعالى-: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)، إلا
قال: "نحمد الله ونشكره". وكان يحب المدينة حبا شديدا، وكان من حبه
إياها لا يشرب إلا ماءها، ويرفض أن يشرب ماء الصحة، مخافة أن يكون مجلوبا من
خارجها. وكان يحب الخفاء، ويكره الظهور، كأنما كان يعتقد قول أحمد بن حنبل:
"طوبى لمن أخمل الله ذكره"، ويعمل به.
كان مهتما بتحفيظ القرآن حيث كان له كُتاب (محضرة) في داره في حي السيح وتحديدا في شِعب بني حرام رضي الله عنهم (حارة العماري) وقد تتلمذ عليه عدد من أبناء المدينة المنورة
كان مهتما بتحفيظ القرآن حيث كان له كُتاب (محضرة) في داره في حي السيح وتحديدا في شِعب بني حرام رضي الله عنهم (حارة العماري) وقد تتلمذ عليه عدد من أبناء المدينة المنورة
كان ودودا، لا يمر
بأحد إلا سلم عليه، وتبسم في وجهه، ذا فراسة عجيبة، فمن فراسته أنه سمع يوما مؤذنا
يؤذن في مسجد قريب ، فقال إن هذا الرجل أهيف (ضامر البطن)، ولم يكن رآه، وكان
الرجل كما قال.
وفي السبع السنين
الأخيرة من عمره أصابه قصور في عضلة القلب، فما زال به حتى توفي الساعة الثانية
بعد ظهر يوم الجمعة (الحادي عشر من ذي الحجة، عام 1436 هـ)، بعد خمسة وأربعين عاما
من الجوار، ودفن في ببقيع الغرقد، رحمه الله تعالى ،وقد رثاه الشيخ : زايد الأذان
بن الطالب أحمد بقصيدتين، إحداهما من الشعر الفصيح، والأخرى من الشعر الحساني .
من طلابه :
الأستاذ : أبوبكر الحافظ
الأستاذ : علاء عبد الدايم
القصيدتين هما :
من طلابه :
الأستاذ : أبوبكر الحافظ
الأستاذ : علاء عبد الدايم
القصيدتين هما :
جرَى
القَدَر المقدورُ قِدْمًا يـُقدَّرُ إذا شـاءَ رَبي، أو يـزيـدُ فيُـعْمِـرُ
هو
الموت لم تُفْلِت حـبائلُه الفتى ولا
الشيخَ، طال العـمر، أو كان يَقْصُرُ
دعتـكَ
المنايا فاستـجبتَ حمامةً، وقـد كنتَ ليـثًا في المُلِـمَّات يـزْأرُ
وقد
كنتَ يا سيدي بعيدا عن الْخَنا
ولكـنَّمـا أخـنى علـيك المـقـدَّرُ
قصدتَ
جوار المصطفى خيرَ موئلٍ؛ مـتى هَمَّ
حِـبٌّ بالحبـيبِ يشـمِّـرُ
شددتَ
الـرحال، والعشيرةُ كلُّها تناشـدك البـقا، عـزيزا تُـؤمَّــرُ
وقد
كنتَ في عـزٍّ ومجـد مؤثَّلٍ، فأبـدلتَ ذاك الـعـزَّ عـزًّا يُعـمَّرُ
وهـأنتَذا
جـاراً مقيـماً مخـلَّداً بطـيب شـفـيعِ
المـذنبينَ تُعَـطَّـرُ
لئن
صرتَ مقبورًا فقد عشتَ أزْمُنًا نبيلاً
كـريما، ذا محـاسـنَ تُـذْكَـرُ
تركتَ
لنا ذكـرى المحـبةِ والنَّقا، وحـبَّ الفقير، يا الحكـيمُ المـوقَّـرُ
ولو
كان منجًى من مصيرِك، لم يكن نبـيُّ
الهـدى خـيرُ الـبريةِ يُقـبَرُ
ولـكنَّه
الـدربُ الممـهَّد دائمـًا فيسلكُه الرِّعـديـد ثم الغـضنـفرُ
عليـك
مـن الله الكريم شـآببٌ مـن الرَّحـَماتِ دائـما تتـكـرَّرُ
ونوَّر
قـبرًا قـد غـدوتَ نزيـلَه بنُـور مـن
الرحـمنِ لا يتـكـدَّرُ
وصـلَّى
على المختار ربيَ سرمـدًا صلاةً بها تُمْـحَى الـذنوبُ وتُغْـفَرُ
والأخرى من الشعر
الحساني، هي:
ماتْ
شِيـخْ مْـرُوِّتْ لِگبيلْ ماتْ،
واگْطعْ مِنُّ لَحْبالْ
ماتْ
شِيخْ النِّخْـوَ لِفْضِيلْ ماتْ لَيْثْ ارْجِيلْ أَفِلالْ
غـابْ
عَـنَّ وِجْـهُ، يَغَيرْ ما يْغِيبْ مْنِ النَّاسْ اكْبِيرْ
شـانْ،
رَادُ فـاتْ القَـديرْ فيهْ دُونْ
عْـمَايِمْ لَبْدَالْ
ولا
تْغِيبْ الدَّرْجَ والخـيرْ ولا
يْغِـيبْ اكبيرْ أزَگَّالْ
مـا
اتْلَ في الْحَيِّينْ اليُـومْ
حَدّْ كِيـفُ، خِيمُ مَعْلُومْ
مـا
يْرِدّْ، وْگَـوْلُ مَحْتُومْ ولا
يْخَافْ في الدينْ الگالْ
عادْ
وحْدُ، واسْوَ في الگَوْمْ، ذاكَ
واحـدْ عَنْدُ، مُحَالْ
ما
يْـرَاعِ مـاهْ القيُّـومْ ولا يْخَافْ مْن الناس خْبالْ
ماتْ
سِيدِي، حَسْبُونَ اللهْ غَيْرْ
يَسـْوَ، خَـلَّ مُـرَاهْ
كِلّْ
مَـدْحْ افْلَفَّامْ، وجاهْ بَيْنْ
كِلّْ مْنـازِلْ لَقْـلالْ
ذاكَ
حَگّْ اگبالْ، وْخَلاَّهْ زادْ جِدّْ
لْجِـدَّكْ فِـگْفَاهْ
يَكْـبِيرْ التِّخْـمَامْ، اللهْ لا تْشَـوْفْ فْـذَاكْ المجالْ
ماهْ
بَـرْدْ وْسَلامْ، ابْجَاهْ يا
الله الرِّسْـلَ بِـكْمَالْ
يا
الرَّبّْ الْطِفْ بيهْ؛ أراهْ عادْ
عَبْدَكْ سِيـدِي يِنْگالْ:
ماتْ
شِيخ مْرُوِّتْ لِگْبِيلْ ماتْ،
واگْطَعْ منُّ لَحْبالْ
ماتْ
شِيخْ النِّخْوَ لِفْضِيلْ ماتْ لَيْثْ
ارْجِـيلْ أَفِلالْ
المراجع :
نبذة بقلم ابنه :
البروفسور : مختار الغوث
فريق الإعداد :
أبوبكر الحافظ و محمد سيداهل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق